الثلاثاء، 1 أكتوبر 2013

بلاد قحطان

رسالة تفيض أسى وأملاً عن جزء حبيب من بلادنا لم ينل حظّهُ بعد مما شمل غيره من أجزاء هذه المملكة من وسائل التقدم العمراني
تنشر (مجلة العرب) خلاصتها من قبيل (وذكّر فإنّ الذكرى تنفع المؤمنين).
منطقة قحطان:
وقد أعيتني الحيلة في العثور على اسم يمكن أن يكون شاملاً لهذه المنطقة، نظراً لاّتساع رقعتها وكثرة بلدانها، وتعدد قبائلها إلا اسم قحطان نظراً لأن جميع سكانها من قبائل قحطان.
ويسرني أن أقدم معلومات موجزة عنها وأملي كبير أن تَحْظَى بشيء من عناية الباحثين فهي لا تزال بكراً على الكتابة، وكثير من سكان بلادنا في المملكة لا يعرف عنها شيئاً:
الموقع:
تقع هذه المنطقة بين أربعة أقاليم كبرى ربما كانت السبب في عدم شهرتها لبعدها عن أمهات المدن واحتجابها عن الأضواء.
وهذه الأقاليم هي:
1- أعلى المنطقة الوسطى شمالاً.
2- سفوح جبال السروات وعسير من الجنوب.
3- وادي بيشة وضواحيها من الغرب.
4- منطقة نجران من الشرق.
المساحة في حدود ثلاث مئة كيل من الشمال إلى الجنوب وثلاث مئة وخمسين كيلاً من الغرب إلى الشرق.
بلدانها:
تحتوي هذه المنطقة على عدد من المدن والقرى والهُجر والمناهل ولكنني سأذكر بعض البلدان المهمة فيها ومنها:تثليث، وادي جاش، الصبُّبيخَة، المضَة، طَرِيب، الْعَرِين، عرْقَة، الأمواه، عين قحطان، الحَمْضَة، الجعيفرة وهي قرية أثرية قديمة، وقرية كُتْنَة.
أوديتها الشهيرة:
1- وادي تثليث وتجتمع فيه الأودية قُرب مدينة تثليث القائمة الآن على مسافات مختلفة من 10 إلى 15 كيلاً.
2- وادي جاش وهوامتداد لوادي طريب وفيه تقع بعض البلدان المهمة.
3- وادي الرُّصَين بالراء المشددة ثم صاد مفتوح فياء وجيم أو الرسيق بالسين بدلاً من الصاد.
4- وادي الثفن، وهذه الأودية جميعاً تنحدر من أعالي السروات وتنتهي بعد اجتماعها قرب تثليث في كثبان وادي الدواسر وعلى بعد خمسة أكيال.
وفي اعتقادي أن هذه الأودية هي المصْدَر الوحيد لمياه وادي الدواسر الجوفية الغزيرة.
وهذه الأودية من الأودية الفحول العظيمة وتًثْليثُ يمتد حوالي خمس مئة كيل من قمم جبال السروات حتى أعالي نَجْد ورغم ذلك لم أرى اسم واحد منها في أية (خريطة) من جغرافية بلادنا وأتسَاءَلُ عن السبب فلا أجد جواباً سوى الجهل الفاضح، والقصور الواضح تجاه هذه المنطقة وأوديتها.
السكان:
سكان هذه المنطقة في حدود مئة وعشرين ألف نسمة حاضرة وبادية وجميعهم من قبائل قحطان وينقسمون إلى ثلاثة فروع هي:
1- عَبِيْدَة: ومنها المساردة، الفهر، آل مهدي، آل الجرو، آل سليمان، آل معمر، آل سلمان، آل عائذ، آل زيدان، العبس، الجرابيع، آل الصّقر وقبائل أخرى أعجز عن حصرها.
2- الجحادر: ومنهم آل مسعود، المشاعلة، آل سعد، آل شبوة، آل سُوَيْدان، آل عاطف وخلافهم كثير.
3- الحباب: ومنهم آل زربة، آل جميح، الرشدة، آل العبد، آل غراب، آل حميدان، آل ملحان، آل الحسنا، وغيرهم.
ولقد حزَّ في نفسي كثيراً أن تبقى هذه المنطقة في دائرة النسيان وأن يترتب على ذلك استمرار تخلفها للجهل بأحوالها وما هي عليه من تَخَلُّف صارخ حتى من أيسر الحقوق، ومتى علمت بأنها لا تزال تفتقر إلى كل شيء كالطرق والمياه والكهرباء والمدارس الثانوية والمعاهد العلمية والمستشفيات والهاتف والانعاش الزراعي و. و.
وتعاسة هذه المنطقة بسبب تركها قابعة في الظّلِ وعدم التعرُّف بها. قد يقول قائل : إن التبعة الأولى تقع على أبناء المنطقة خاصة مثقفيها وهذا صحيح ولكن ما دامت المنطقة لم يبدأ التعليم فيها إلا منذ حوالي عشر سنوات وجميع المدارس الموجودة لا تزال في نطاق المرحلة الابتدائية فمن أين ياتي المثقفون؟ ثم إن الظروف الاقتصادية والاجتماعية كما هو معروف في كثير من أرياف مملكتنا لها الأثر الفعَّال في التخلف العلمي والثقافي في المنطقة.
وكم تمنينا لو يقوم وفد من الوزارات ذات العلاقة بخدمات المواطنين وليكن هذا الوفد على مستوى وكلاء الوزارات بزيارة المنطقة ليروا بأعينهم ما فعل النسيان بها طوال السنوات العجاف التي عاشتها في جمود وحرمان طويل.

فراج بن شافي الملحم

المصدر (فراج بن شافي الملحم - قلم في موكب التاريخ - دراسة توثيقية) للمؤلف محمد بن أحمد معبر

الثلاثاء، 17 سبتمبر 2013

وادي جاش

وادي جاش بلد حضاري قديم يتكون من عدد من البلدات والقرى على امتداد الوادي الكبير المسمى باسمه من باب إطلاق اسم الجزء على الكل..
ويقال والله أعلم أن سبب التسمية (جاش) أنه من جيشان الماء في ما يشبه الفوران أي الاندفاع من الأسفل إلى الأعلى في حالة حفر الآبار للبحث عن الماء قديماً وقد ورد اسم جاش مهموزاً هكذا (جأش) في بعض المعاجم الجغرافية القديمة وهذا يرجح ما ذهبت إليه عن سبب التسمية.
الموقع والسكان:
يقع وادي جاش في النواحي الشرقية من إقليم عسير ويتبع إدارياً محافظة تثليث ويبعد عن مدينة تثليث مابين 20 إلى 40 كم إلى الجنوب الغربي منها أي بين خطي العرض (19،50-18،50)º وخطي الطول (43،20-42،50)º ويشكل وادي جاش مع الضواحي التابعة له حوالي (200 كم مربع) وهذا الوادي أحد روافد وادي تثليث الكبرى، واسم وادي جاش يطلق على الجزء الشمالي الشرقي لوادي طريب المشهور، وهذا الجزء يمتد من المضيق المعروف بالزردوم أو المزرب قرب بلدة كُتْنَة آل مهدي جنوباً حتى ملتقاه في وادي تثليث شمالاً شرقاً.
ويحده من الشمال الشرقي قرى ووادي تثليث، ومن الغرب وادي الثفن ومن الجنوب قرى الصبيخة وكتنة، ومن الشرق وادي الرّسين ووادي تثليث وهذا يشمل وادي جاش وجبال القنّة والبوادي والضواحي التابعة له.
ويقدر عدد سكان جاش وضواحيه بحوالي ثمانية آلاف نسمة تقريباً يتوزعون على حوالي خمس عشرة قرية تنتشر على امتداد الوادي بطول يقدر بحوالي أربعين كيلاً على ضفتيه الغربية والشرقية وفي الضواحي والبوادي والهجر التابعة له.
وجميع سكان جاش من قبيلة المساردة من ولد الحارث عبيدة قحطان وواحدهم (مسردي) وتتكون قبيلة المساردة من خمسة فروع رئيسية هي:
1- قبيلة الصقعات: وهم أبناء حسن بن مسرد بن وهاب الحارثي العبيدي.
2- قبيلة الحنفان: وهم أبناء حنيف بن مسرد بن وهاب الحارثي العبيدي.
3- قبيلة المراشدة: وهم أبناء مرشد بن مسرد بن وهاب الحارثي العبيدي.
4- قبيلة آل مبارك: وهم أبناء مبارك بن مسرد بن وهاب الحارثي العبيدي.
5- قبيلة آل الشوّافة: وهم أبناء مسرد بن وهاب الحارثي العبيدي.
ويمتهنون الزراعة والرعي والتجارة، والكثير منهم يعملون في مختلف القطاعات الحكومية في الوظائف العسكرية والمدنية.
ويقول كبار السن ومن لديهم دراية بعلم الأنساب من قبيلة المساردة أنفسهم أن جد المساردة الذي سميت القبيلة باسمه (مسرد) كان مع والده واخوته في سراة جنب قديماً المعروفة الآن بـ (سراة عبيدة) وأنه حصل بينه وبين والده وأخوته خلاف مما اضطره إلى أن يجلو منهم في اتجاه الشرق حيث استقر به المقام في جبال القنة القريبة من جاش، وكان سكان القنة هم من بني (عناق) من قبيلة (أكلب) وهي القبيلة المعروفة الآن في الأطراف الشرقية من وادي بيشة وأن مَسْرِداً هذا استعان بأخواله وأبناء عمومته الضياغم وقام بطرد بني عناق..وهذه القبيلة لا زال لها وجود ضمن قبيلة أكلب السالفة ذكرها وهناك أشعار تؤكد هذا القول لا يتسع المجال لذكرها.
وتشير بعض الدلائل من الرواة وتسلسل النسب في قبيلة المساردة وشيء مما ورد عَرْضاً في بعض الكتب الحديثة أن أول استقرار المساردة في وادي جاش قد حصل في القرن الثامن أو التاسع الهجري.
أما سكان جاش القدامى فهم أخلاط من قبائل مختلفة خصوصاً من قبائل مذحج التي كان لها صولة وجولة في هذه المنطقة، وقبيلة قضاعة، وقبيلة زبيد من مراد رهط الشاعر والفارس والصحابي الجليل عمرو بن معد كرب الزبيدي الذي أسلم وشارك في معركة القادسية ضد الفرس وهو صاحب السيف المشهور المعروف (بالصمصامة) والذي يقال أنه توارثه عدد من الخلفاء في عصر الدولتين الأموية والعباسية .. ويقال أنه كان لعمرو هذا حصن ونخل في تثليث ناحية جاش.
نبذة تاريخية عن جاش:
وادي جاش بلد حضارة واستقرار منذ الأزل وذلك بسبب وفرة مياهه التي كانت جارية رقراقة فوق الأرض إلى عهد قريب قبل أن تتعرض المنطقة إلى الجدب والجفاف الشديد في السنوات الأخيرة.
وقد ورد اسم جاش في كثير من كتب التراث القديم كالمعاجم الجغرافية وبعض الكتب الأخرى، وفي عدد من المصنفات الحديثة، ولكي لا أطيل على القارئ بتكرار بعض النصوص التي وردت في هذه الكتب فإنني أكتفي بتقديم ما جاء في كتاب المعجم الجغرافي لمنطقة عسير لمؤلفه الأستاذ علي بن إبراهيم الحربي الجزء الأول من ص 355 إلى ص 358 والذي لخص فيه بعض المعلومات التاريخية وبعض النصوص الأدبية من مختلف المصادر والمراجع.
وهذا نص ما ذكره الأخ علي الحربي:
جاش بفتح الجيم فألف وسين، من أكبر روافد وادي تثليث ومنابعه امتداداً لوادي طريب وروافده يبدأ بحمل اسم جاش من المزرب والزردوم شمال شرق مركز الصبيخة ويسيل بتثليث على بعد 10 كم جنوب مدينة تثليث قال فراج الملحم: (كان قديماً مسكن قبيلة طيء قبل هجرتها إلى الشمال). قلت: أن المقصود بذلك طريب الذي نزحت منه قبائل طيء إلى شمال المملكة. أما الآن فجميع سكانه من عبيدة قحطان، أعلاه لأخلاط من عبيدة وأسفله للمساردة، وجاش وادٍ مشهور في كتب الأدب والمعاجم الجغرافية ذكره ياقوت بالسين المهملة بدلاً من الشين المعجمة وقال: جاس بالسين المهملة لأنه مرتجل موضع قال طرفة:
أتعرف رسم الدار قفراً منازله @ كجفن اليماني زخرف الوشي ماثله
بتثليث أو نجران أو حيث نلتقي @ من النجد في قيعان جاش مسايله
ديار سُليمى إذ تصيدك بالمنى @ وإذ حبل سلمى منك دان تواصله
والصحيح: بالشين المعجمة حيث ورد ذلك في كثير من الأشعار والمعاجم اللغوية.
وقال الهجري جاش: وسألته عن قوله: وفي الهامش يعني العمري من عمرو مرة نهد:
جرى من جاش فالرُّبوض فما رأى @ هويل فإرعيلا فالبردان
وقال: جاش لبني مرة، والربوض قنة حمراء وسوداء غربي تثليث، وأرعيلاء قنة أيضاً، وروى غيره أرعيلان.
هذا غيض من فيض عن هذا الجزء الغالي من بلادنا الحبيبة وادي جاش.
وآمل أن أكون قد أسهمت بشيء يفيد القارىء الكريم وإن كنت أحسب ذلك جهد المقل كما يقال، وحسبي أني بذلت ما أستطيع من جهد والله الموفق،،
فراج بن شافي الملحم
وادي جاش / محافظة تثليث

مصادر البحث:
1- معجم البلدان لياقوت الحموي.
2- صفة العرب جزيرة العرب للهمداني.
3- معجم ما أستعجم للبكري.
4- كتاب أبو علي الهجري، تحقيق حمد الجاسر.
5- رحلات في عسير لإبراهيم الألمعي.
6- تثليث وما حولها لعمر بن غرامة العمروي.
7- المعجم الجغرافي لمنطقة عسير لعلي إبراهيم الحربي.

المصدر (فراج بن شافي الملحم - قلم في موكب التاريخ - دراسة توثيقية) للمؤلف محمد بن أحمد معبر

الاثنين، 16 سبتمبر 2013

مدرسة القرعاوي

دأب الشيخ القرعاوي"1" على المرور ببلدان المنطقة الجنوبية، ومن يرى منها أنها في حاجة لفتح مدرسة، يقوم بتكليف من يرى من أهلها أنه يجيد القراءة والكتابة وتلاوة القرآن الكريم فيكلفه بالتدريس مع إعطائه مكافأة مقطوعة، ويمده بالمصاحف لتعليم الطلبة قراءة القرآن الكريم، وفي عام 1376هـ مر الشيخ القرعاوي بجاش يرافقه منسوبي المحكمة في تثليث الشيخ سعد التويم، وعبد الله بن مانع رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في تثليث، والعضو الوحيد في الهيئة (سعيد بن جزاع)، وقابل الشيخ سعد أبو قلوب المسردي"2" وقام بتكليفه بالتدريس لمن هم في وادي جاش، عندها قام الأهالي ببناء عشة من جريد النخل والأثل لتكون مقراً للمدرسة وموقعها في الحرف الشرقي لوادي جاش المقابل لحدبا المستوية قريباً من مقر بطيحان بن منير ابن هرسان وحجرة فلاح بن حباب أبو خشم، وقام بصرف مكافأة للمعلم وزوده ببعض المصاحف التي كانت مزودة بالقاعدة البغدادية، وهذا المسمى خاص بجزء عم وهو مطبوع في بغداد العراق، وما يسمى بالغبيبا، وهي عبارة عن تمارين لغوية في آخر الكتاب، وكانت الدراسة في الصباح الباكر وتنتهي عند صلاة الظهر، وقد اقتصرت على علوم الدين الضرورية للمسلم لأداء واجباته، وكانت أدوات التعليم كالآتي:
1- يجمع الفحم ثم يطحن ويوضع في قدر كبيرة ويوضع معه الماء والصمغ.
2- الأقلام وكانت من جريد النخل وأعواد الشجر الناعمة.
3- ألواح الكتابة وكانت من الخشب وتنظف بالماء لمعاودة الكتابة عليها مرة أخرى.
4- الفلقة وكانوا يسمونها الجحيشة، وهي أداة لتأديب الطلاب.
أما طريقة التعليم فكانت على مراحل:
المرحلة الأولى:
تتم بتعليم الطلاب حروف الهجاء، وكيف ينطقونها بحركاتها وسكناتها وبطريقة تجعل الطالب يفهم الحروف بأسرع وقت ممكن، فمثلاً لتأكيد مواضع كان الطلبة يحفظون ويرددون الحروف كما يلي: ألف لا شيء له، باء نقطة من تحت، تاء نقطتين من فوق، ثاء ثلاث نقط من فوق وهكذا.
المرحلة الثانية:
وهي عملية تجميع الحروف ونطقها.
المرحلة الثالثة:
الإعراب ثم الشد ثم التنوين، ثم يبدأ المعلم في تلقينهم القرآن الكريم وحفظه وهكذا، وأستمرت تلك الدراسة ثمانية أشهر فقط ثم هجرها الطلاب نظراً لانشغال الناس في ذلك الوقت بكسب لقمة العيش ولعدم تقديرهم لفائدة العلم آنذاك، ومن طلاب مدرسة القرعاوي في أعلى وادي جاش الذين كانوا كثر في بداية الدراسة، ولكن العدد تناقص بعد ذلك:
1- فراج بن شافي بن جلعد.
2- محمد بن فلاح بن حباب (رحمه الله).
3- عائض بن حسن بن محسن (رحمه الله).
4- مفلح بن محمد بن فرج (ابن حمدان)-رحمه الله -ت 1408هـ.
5- عيد بن شبيب بن حيبان (رحمه الله)- ت 1421هـ.
6- محمد بن شبيب بن حيبان.
7- شجاع بن سعد أبو قلوب.
8- محمد بن سعد أبو قلوب (رحمه الله)- 1431هـ.
9- فلاح بن محمد بن محسن.
10- محمد بن فالح بن فالح.
11- فلاح بن فالح بن فالح.
ومن كبار السن:
1- حسن بن محسن بن شارع (رحمه الله).
2- عيد بن محسن بن شارع.
3- تميم بن سالم بن محمد (رحمه الله).

المصدر (فراج بن شافي الملحم - قلم في موكب التاريخ - دراسة توثيقية) للمؤلف محمد بن أحمد معبر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"1" عبد الله بن محمد القرعاوي من أهالي عنيزة ولد عام 1315هـ تعلم في بلدته وسافر لبعض مدن المملكة لأجل طلب العلم ثم سافر إلى الهند وتعلم على بعض علمائها، ثم عاد ولازم الشيخ محمد بن إبراهيم، بعدها قابل الملك عبد العزيز بتوجيه من شيخه لكي يبين له عزمه على نشر الدعوة في جنوب المملكة فوافق له الملك عندها سافر عام 1358هـ واستوطن صامطة وافتتح مدرسة بدكان له بها، وبدأ بتعليم القرآن والأصول الثلاثة والأربعين النووية وآداب المشي إلى الصلاةثم افتتح مكتبة بسامطة تابعة للمدرسة اشتملت على عديد من أمهات الكتب وذلك عام 1359هـ، وفي عام 1375هـ صدر للشيخ أمر سامي بفتح مدارس أكثر تشمل عسير وما يتبعها من قرى، ونجران وما يتبعها، ومنطقة بيشة والعرضيتان الشمالية والجنوبية، وبلقرن، وغامد، والقنفذة، والليث، والبرك،وحلي، وبادية الطائف، وكان يتلقى مساعدات سخية من جلالة الملك للصرف على تلك المدارس واستمر على ذلك حتى تقدمت به السن فَضُمّ ما بقي مستمراً من تلك المدارس إلى وزارة المعارف وذلك عام 1379هـ وبهذا انتهت حركة الشيخ الإصلاحية في الجنوب وتوابعه على المستوى الرسمي ولكن بقيت ثمارها في طلاب علم ساعدوا في نشره في أشكال وأنماط حديثة ومتعددة فجزى الله القرعاوي خير الجزاء والثواب.(انظر تاريخ التعليم في منطقة عسير 1354-1386هـ، د. غيثان جريس: ص 162-169).
"2" الشيخ سعد بن محمد أبو قلوب كان حافظاً للقرآن الكريم وقد مارس تعليمه في عمان وأبو ظبي والأحساء وعمل مدرساً في مدرسة القرعاوي بجاش وكان إماماً وخطيباً لمسجد الحرف والمستوية أكثر من أربعين سنة، وقد انتقل إلى رحمة الله عام 1415هـ بعد أن طعن في السن.

الأحد، 15 سبتمبر 2013

العادات والتقاليد لقبيلة المساردة أهالي جاش

قبيلة المساردة تنتسب إلى قبيلة عبيدة قحطان وتحديداً (ولد الحارث)أحد جذمي عبيدة الكبيرين وهما ولد الحارث وآل الصقر.
وعادات وتقاليد المساردة لا تختلف كثيراً عن عادات وتقاليد عبيدة الكبرى.
وهذا موجز بسيط عن العادات والتقاليد لهذه القبيلة (المساردة):
1- الوجه:
أو ما يعرف بالجيرة أو رَدّ الشان: والجيرة لا تعني الجوار وإنما تعني الالتزام بمنع المتجور (المستجير) من المستجار منه لمدة سنة وشهرين في جميع الجنايات ما لم يكن هناك صلح قبلي أو حل للإشكال شرعاً. المُجَوّرْ في حالة الاعتداء على جويره (جاره) ملزم عرفاً بالثأر وتبييض وجهه وإذا لم يفعل فإنه يعتبر (أسود الوجه)في نظر العرف القبلي والثأر في الوجه لا بد أن يكون بدم وليس بدسم وهذا عند قبيلة عبيدة بالذات والجوير عند قبيلة عبيدة غير ملزم بمجاورة جويره (جاره) خلافاً لبعض القبائل سابقاً والتي تشترط أن يكون المتجور مجاوراً لجويره حتى ينتهي وقت الجيرة.
2- الزواج:
يتم عادة بإقامة وليمة كبرى يقيمها العريس على حسابه ويحضرها أفراد القبيلة ولا يأتون بأي شيء للمساعدة عدا بعض الأقارب والأنساب الذين يساهمون ببعض الذبائح أو بعض الهدايا للعريس بقطعة سلاح بندق أو رشاش أو جنبية أو نحو ذلك. ويتخلل حفلة الزواج بعض الألعاب مثل العرضة والمحاورات الشعبية واللون السائد من الألعاب عادة ما تكون الرزفة أو القلطة أما الطبل والإيقاعات الصوتية فلا وجود لها ولا يقرونها إطلاقاً ويعتبرون ممارستها عيباً أو حراماً.
3- الجوار: والجار:
يعتبر الجار في نظر عامة الناس بمنزلة الأخ وحَقُّه واجب على جاره والاعتداء عليه من قبل أحد أفراد جاره بمثابة الاعتداء على الوجه وإهانته لا تغتفر ولا بد فيه من الثأر للجار بمثل الثأر للوجه.
ومثل هذا ينطبق على حالتين متشابهتين مثل الخوي المرافق في السفر والدخيل الذي يلجأ إلى البيت ويدخل فيه مستجيراً من خصمه المتربص به، وصاحب البيت يمنع الدخيل من خصمه مهما كان جرمه.
4- العَانِيَة:
وهو الشخص الذي تربطه قرابة بشخص من قبيلة أخرى كالخال والأخ من الأم وابن الخال أو الخالة .. إلخ.
ويسمى العانية سواء كان رجلاً أو امرأة. فلو اعتدى عليه شخص من قبيلة عانية فإن العانية من القبيلة التي يكون المعتدي منهايثأر لعانيته على قدر ما حصل على عانيته من اعتداء وهو ملزم بذلك عرفاً.
5- المغارم:
عندما تتحمل قبيلة حملاً مادياً ثقيلاً تعجز عن تأديته فإنها تطلب المعونة من القبائل المجاورة القريبة منها، ففي السابق تقوم مجموعة مختارة من القبيلة صاحبة الشأن بالجولة على القبائل والأفراد تطلب العون والمساعدة، وهذا كان في السابق أما الآن فإنهم يقيمون خيمة أو مجموعة من الخيام، ويرسلون رسائل طلب المساعدة من القبائل الأخرى التي تبادر بالمساعدة كل على قدر جهده ومكانته والمكان الذي تجتمع فيه القبيلة التي تطلب العون يسمى (مرسم).
6- الحق: أو العَارِف:
وهو شخص معروف عنه الذكاء والحكمة والمعرفة التامة بسلوك وعادات وتقاليد القبائل.. ولذلك فهو مخول في البَتّ في القضايا القبلية سواء بين القبائل أو الأفراد، وهولاء العوارف على درجات وأعلاهم منزلة هو من يطلقون عليه تسمية (مَقْطَع الحَقّ) بفتح الميم وسكون القاف، أو المنهل، وهؤلاء (القضاة القبليون) حكمهم ملزم للمتقاضين ولا يبتون في أي قضية إلا بعد تقديم اللزم (الرهون) أو قبيل وجه يضمن التنفيذ.
وقد يقع الحق أو العارف بأحكام تتنافى مع الشريعة السمحة للأسف ومع ذلك يُصِرُّ المتخاصمون على قبول أحكام العراف حتى بعد نظر القضية لدى الشرع نسأل الله لنا ولهم السلامة.
هذه نبذة يسيرة عن العادات والتقاليد والأمور القبلية حبذا لو تم إقرار الصالح منها الذي لا يتعارض مع منهج الشرع الطاهر والابتعاد عن العادات والتقاليد السيئة التي تتعارض مع أحكام الشرع القويم.

فراج شافي الملحم (وادي جاش)

المصدر (فراج بن شافي الملحم - قلم في موكب التاريخ - دراسة توثيقية) للمؤلف محمد بن أحمد معبر

السيرة الذاتية

فراج بن شافي بن جلعد الملحم من قبيلة المساردة من قحطان.
ولد عام 1364هـ في جاش بتثليث في منطقة عسير، في المملكة العربية السعودية.
رحلته التعليمية:
بلغت سن الرشد وأنا أمي لا أعرف شيء عن القراءة والكتابة وفي عام 1375هـ زارنا الشيخ عبد الله القرعاوي رحمه الله حيث أمر بافتتاح مدرسة على نظام الكتاتيب.. وكنت في مقدمة طلاب تلك المدرسة التي كان مقرها (المبنى) عبارة عن جذوع الأشجار وسعف النخيل وكان المطلوب من كل تلميذ أن يحضر معه لوح الخشب بطول 40 سم وعرض 10 سم ليكتب المطوع الدروس على اللوح، حيث أن لكل يوم درس وعندما يحفظ التلميذ الدرس يقوم بغسل اللوح وتجفيفه ليكتب المطوع الدرس الجديد.. وكان أول درس هو (أ ب ت ث) وكان القلم شلخة من جريد النخل على شكل فرشة صغيرة والحبر ماء فيه فحم وصمغ، وكان تسلسل الدروس هكذا:
1- حروف الهجاء غيباً.
2- بعد ذلك درس (لا شيء له) وقراءة الحروف هكذا ألف لا شيء له باء نقطة من تحت تاء نقطين من فوق، وهكذا والهدف من ذلك ترسيخ شكل الحرف في ذهن التلميذ.
3- ثم يأتي بعد ذلك درس الإعراب أي التشكيل بحيث ينطق الحرف حسبما هو موضح فوقه من حركات النصبة وتعني الفتح، الرفعة وتعني الضمة، والخفضة وتعني الكسرة، الجزمة وتعني السكون، والشدة والتنوين، ثم بعد ذلك (الغبيبا) وهي عبارة عن تمارين لغوية، ومن ثم قراءة القرآن والخط.
استمررنا في الدراسة حوالي عامين تقريباً ثم توقفت الدراسة، وقد استفدت كثيراً من هذه المدرسة وكان معلمنا الوحيد هو الشيخ سعد بن محمد أبو قلوب من قبيلة الصقعات المساردة فجزاه عني وعن زملائي خير الجزاء وأدعو له بالمغفرة والرحمة فقد توفي عام 1415هـ، كما أدعو للشيخ القرعاوي بحسن الجزاء على ما قدم من أعمال جليلة في مجال العلم والقضاء على الأميّة خصوصاً في جنوب المملكة العربية السعودية.
هذه بداية تعليمي وواصلت الدراسة الليلية وأنا على رأس العمل العسكري ثم بعد خدمتي المدنية حتى حصلت على الكفاءة المتوسطة متغلباً على الظروف المادية والاجتماعية وكانت الكفاءة في عام 1387هـ شهادة معتبرة.
حياته العملية:
1- عسكري بالحرس الوطني في الفرقة الأولى، وهي أول فرقة عسكرية منظمة، من سنة 1382هـ حتى 1385هـ.
2- جندي كاتب في شرطة الرياض بقصر الحكم من 15/11/1385هـ حتى 15/3/1388هـ.
3- كاتب بأمارة الرياض من 16/3/1386هـ حتى 26/12/1388هـ.
4- موظف بأمارة الخرج، في 1/2/1391هـ.
5- موظف بوزارة الداخلية في 7/10/1391هـ.
6- موظف بالضمان الاجتماعي ، في 23/11/1395هـ.
7- مدير الضمان الاجتماعي بتثليث، في 20/11/1417هـ، وتم تقاعده في 1/7/1424هـ وهو على المرتبة العاشرة.
وكانت له مشاركات في الحياة الاجتماعية بتثليث، ومن ذلك ما يلي:
1- عضو في المجلس المحلي بتثليث ، من 1416هـ حتى 1424هـ.
2- عضو مجلس الإدارة وأمين الصندوق لجمعية البر الخيرية بتثليث، من 1424هـ حتى 1428هـ.
3- عضو بجمعية جاش الخيرية.
كما شارك في عدة ندوات ومؤتمرات ولجان كممثل لوزارة الشؤون الاجتماعية، من 1395هـ حتى 1424هـ.

المصدر (فراج بن شافي الملحم - قلم في موكب التاريخ - دراسة توثيقية) للمؤلف محمد بن أحمد معبر.