الثلاثاء، 1 أكتوبر 2013

بلاد قحطان

رسالة تفيض أسى وأملاً عن جزء حبيب من بلادنا لم ينل حظّهُ بعد مما شمل غيره من أجزاء هذه المملكة من وسائل التقدم العمراني
تنشر (مجلة العرب) خلاصتها من قبيل (وذكّر فإنّ الذكرى تنفع المؤمنين).
منطقة قحطان:
وقد أعيتني الحيلة في العثور على اسم يمكن أن يكون شاملاً لهذه المنطقة، نظراً لاّتساع رقعتها وكثرة بلدانها، وتعدد قبائلها إلا اسم قحطان نظراً لأن جميع سكانها من قبائل قحطان.
ويسرني أن أقدم معلومات موجزة عنها وأملي كبير أن تَحْظَى بشيء من عناية الباحثين فهي لا تزال بكراً على الكتابة، وكثير من سكان بلادنا في المملكة لا يعرف عنها شيئاً:
الموقع:
تقع هذه المنطقة بين أربعة أقاليم كبرى ربما كانت السبب في عدم شهرتها لبعدها عن أمهات المدن واحتجابها عن الأضواء.
وهذه الأقاليم هي:
1- أعلى المنطقة الوسطى شمالاً.
2- سفوح جبال السروات وعسير من الجنوب.
3- وادي بيشة وضواحيها من الغرب.
4- منطقة نجران من الشرق.
المساحة في حدود ثلاث مئة كيل من الشمال إلى الجنوب وثلاث مئة وخمسين كيلاً من الغرب إلى الشرق.
بلدانها:
تحتوي هذه المنطقة على عدد من المدن والقرى والهُجر والمناهل ولكنني سأذكر بعض البلدان المهمة فيها ومنها:تثليث، وادي جاش، الصبُّبيخَة، المضَة، طَرِيب، الْعَرِين، عرْقَة، الأمواه، عين قحطان، الحَمْضَة، الجعيفرة وهي قرية أثرية قديمة، وقرية كُتْنَة.
أوديتها الشهيرة:
1- وادي تثليث وتجتمع فيه الأودية قُرب مدينة تثليث القائمة الآن على مسافات مختلفة من 10 إلى 15 كيلاً.
2- وادي جاش وهوامتداد لوادي طريب وفيه تقع بعض البلدان المهمة.
3- وادي الرُّصَين بالراء المشددة ثم صاد مفتوح فياء وجيم أو الرسيق بالسين بدلاً من الصاد.
4- وادي الثفن، وهذه الأودية جميعاً تنحدر من أعالي السروات وتنتهي بعد اجتماعها قرب تثليث في كثبان وادي الدواسر وعلى بعد خمسة أكيال.
وفي اعتقادي أن هذه الأودية هي المصْدَر الوحيد لمياه وادي الدواسر الجوفية الغزيرة.
وهذه الأودية من الأودية الفحول العظيمة وتًثْليثُ يمتد حوالي خمس مئة كيل من قمم جبال السروات حتى أعالي نَجْد ورغم ذلك لم أرى اسم واحد منها في أية (خريطة) من جغرافية بلادنا وأتسَاءَلُ عن السبب فلا أجد جواباً سوى الجهل الفاضح، والقصور الواضح تجاه هذه المنطقة وأوديتها.
السكان:
سكان هذه المنطقة في حدود مئة وعشرين ألف نسمة حاضرة وبادية وجميعهم من قبائل قحطان وينقسمون إلى ثلاثة فروع هي:
1- عَبِيْدَة: ومنها المساردة، الفهر، آل مهدي، آل الجرو، آل سليمان، آل معمر، آل سلمان، آل عائذ، آل زيدان، العبس، الجرابيع، آل الصّقر وقبائل أخرى أعجز عن حصرها.
2- الجحادر: ومنهم آل مسعود، المشاعلة، آل سعد، آل شبوة، آل سُوَيْدان، آل عاطف وخلافهم كثير.
3- الحباب: ومنهم آل زربة، آل جميح، الرشدة، آل العبد، آل غراب، آل حميدان، آل ملحان، آل الحسنا، وغيرهم.
ولقد حزَّ في نفسي كثيراً أن تبقى هذه المنطقة في دائرة النسيان وأن يترتب على ذلك استمرار تخلفها للجهل بأحوالها وما هي عليه من تَخَلُّف صارخ حتى من أيسر الحقوق، ومتى علمت بأنها لا تزال تفتقر إلى كل شيء كالطرق والمياه والكهرباء والمدارس الثانوية والمعاهد العلمية والمستشفيات والهاتف والانعاش الزراعي و. و.
وتعاسة هذه المنطقة بسبب تركها قابعة في الظّلِ وعدم التعرُّف بها. قد يقول قائل : إن التبعة الأولى تقع على أبناء المنطقة خاصة مثقفيها وهذا صحيح ولكن ما دامت المنطقة لم يبدأ التعليم فيها إلا منذ حوالي عشر سنوات وجميع المدارس الموجودة لا تزال في نطاق المرحلة الابتدائية فمن أين ياتي المثقفون؟ ثم إن الظروف الاقتصادية والاجتماعية كما هو معروف في كثير من أرياف مملكتنا لها الأثر الفعَّال في التخلف العلمي والثقافي في المنطقة.
وكم تمنينا لو يقوم وفد من الوزارات ذات العلاقة بخدمات المواطنين وليكن هذا الوفد على مستوى وكلاء الوزارات بزيارة المنطقة ليروا بأعينهم ما فعل النسيان بها طوال السنوات العجاف التي عاشتها في جمود وحرمان طويل.

فراج بن شافي الملحم

المصدر (فراج بن شافي الملحم - قلم في موكب التاريخ - دراسة توثيقية) للمؤلف محمد بن أحمد معبر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق