الأحد، 15 سبتمبر 2013

العادات والتقاليد لقبيلة المساردة أهالي جاش

قبيلة المساردة تنتسب إلى قبيلة عبيدة قحطان وتحديداً (ولد الحارث)أحد جذمي عبيدة الكبيرين وهما ولد الحارث وآل الصقر.
وعادات وتقاليد المساردة لا تختلف كثيراً عن عادات وتقاليد عبيدة الكبرى.
وهذا موجز بسيط عن العادات والتقاليد لهذه القبيلة (المساردة):
1- الوجه:
أو ما يعرف بالجيرة أو رَدّ الشان: والجيرة لا تعني الجوار وإنما تعني الالتزام بمنع المتجور (المستجير) من المستجار منه لمدة سنة وشهرين في جميع الجنايات ما لم يكن هناك صلح قبلي أو حل للإشكال شرعاً. المُجَوّرْ في حالة الاعتداء على جويره (جاره) ملزم عرفاً بالثأر وتبييض وجهه وإذا لم يفعل فإنه يعتبر (أسود الوجه)في نظر العرف القبلي والثأر في الوجه لا بد أن يكون بدم وليس بدسم وهذا عند قبيلة عبيدة بالذات والجوير عند قبيلة عبيدة غير ملزم بمجاورة جويره (جاره) خلافاً لبعض القبائل سابقاً والتي تشترط أن يكون المتجور مجاوراً لجويره حتى ينتهي وقت الجيرة.
2- الزواج:
يتم عادة بإقامة وليمة كبرى يقيمها العريس على حسابه ويحضرها أفراد القبيلة ولا يأتون بأي شيء للمساعدة عدا بعض الأقارب والأنساب الذين يساهمون ببعض الذبائح أو بعض الهدايا للعريس بقطعة سلاح بندق أو رشاش أو جنبية أو نحو ذلك. ويتخلل حفلة الزواج بعض الألعاب مثل العرضة والمحاورات الشعبية واللون السائد من الألعاب عادة ما تكون الرزفة أو القلطة أما الطبل والإيقاعات الصوتية فلا وجود لها ولا يقرونها إطلاقاً ويعتبرون ممارستها عيباً أو حراماً.
3- الجوار: والجار:
يعتبر الجار في نظر عامة الناس بمنزلة الأخ وحَقُّه واجب على جاره والاعتداء عليه من قبل أحد أفراد جاره بمثابة الاعتداء على الوجه وإهانته لا تغتفر ولا بد فيه من الثأر للجار بمثل الثأر للوجه.
ومثل هذا ينطبق على حالتين متشابهتين مثل الخوي المرافق في السفر والدخيل الذي يلجأ إلى البيت ويدخل فيه مستجيراً من خصمه المتربص به، وصاحب البيت يمنع الدخيل من خصمه مهما كان جرمه.
4- العَانِيَة:
وهو الشخص الذي تربطه قرابة بشخص من قبيلة أخرى كالخال والأخ من الأم وابن الخال أو الخالة .. إلخ.
ويسمى العانية سواء كان رجلاً أو امرأة. فلو اعتدى عليه شخص من قبيلة عانية فإن العانية من القبيلة التي يكون المعتدي منهايثأر لعانيته على قدر ما حصل على عانيته من اعتداء وهو ملزم بذلك عرفاً.
5- المغارم:
عندما تتحمل قبيلة حملاً مادياً ثقيلاً تعجز عن تأديته فإنها تطلب المعونة من القبائل المجاورة القريبة منها، ففي السابق تقوم مجموعة مختارة من القبيلة صاحبة الشأن بالجولة على القبائل والأفراد تطلب العون والمساعدة، وهذا كان في السابق أما الآن فإنهم يقيمون خيمة أو مجموعة من الخيام، ويرسلون رسائل طلب المساعدة من القبائل الأخرى التي تبادر بالمساعدة كل على قدر جهده ومكانته والمكان الذي تجتمع فيه القبيلة التي تطلب العون يسمى (مرسم).
6- الحق: أو العَارِف:
وهو شخص معروف عنه الذكاء والحكمة والمعرفة التامة بسلوك وعادات وتقاليد القبائل.. ولذلك فهو مخول في البَتّ في القضايا القبلية سواء بين القبائل أو الأفراد، وهولاء العوارف على درجات وأعلاهم منزلة هو من يطلقون عليه تسمية (مَقْطَع الحَقّ) بفتح الميم وسكون القاف، أو المنهل، وهؤلاء (القضاة القبليون) حكمهم ملزم للمتقاضين ولا يبتون في أي قضية إلا بعد تقديم اللزم (الرهون) أو قبيل وجه يضمن التنفيذ.
وقد يقع الحق أو العارف بأحكام تتنافى مع الشريعة السمحة للأسف ومع ذلك يُصِرُّ المتخاصمون على قبول أحكام العراف حتى بعد نظر القضية لدى الشرع نسأل الله لنا ولهم السلامة.
هذه نبذة يسيرة عن العادات والتقاليد والأمور القبلية حبذا لو تم إقرار الصالح منها الذي لا يتعارض مع منهج الشرع الطاهر والابتعاد عن العادات والتقاليد السيئة التي تتعارض مع أحكام الشرع القويم.

فراج شافي الملحم (وادي جاش)

المصدر (فراج بن شافي الملحم - قلم في موكب التاريخ - دراسة توثيقية) للمؤلف محمد بن أحمد معبر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق