الاثنين، 16 سبتمبر 2013

مدرسة القرعاوي

دأب الشيخ القرعاوي"1" على المرور ببلدان المنطقة الجنوبية، ومن يرى منها أنها في حاجة لفتح مدرسة، يقوم بتكليف من يرى من أهلها أنه يجيد القراءة والكتابة وتلاوة القرآن الكريم فيكلفه بالتدريس مع إعطائه مكافأة مقطوعة، ويمده بالمصاحف لتعليم الطلبة قراءة القرآن الكريم، وفي عام 1376هـ مر الشيخ القرعاوي بجاش يرافقه منسوبي المحكمة في تثليث الشيخ سعد التويم، وعبد الله بن مانع رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في تثليث، والعضو الوحيد في الهيئة (سعيد بن جزاع)، وقابل الشيخ سعد أبو قلوب المسردي"2" وقام بتكليفه بالتدريس لمن هم في وادي جاش، عندها قام الأهالي ببناء عشة من جريد النخل والأثل لتكون مقراً للمدرسة وموقعها في الحرف الشرقي لوادي جاش المقابل لحدبا المستوية قريباً من مقر بطيحان بن منير ابن هرسان وحجرة فلاح بن حباب أبو خشم، وقام بصرف مكافأة للمعلم وزوده ببعض المصاحف التي كانت مزودة بالقاعدة البغدادية، وهذا المسمى خاص بجزء عم وهو مطبوع في بغداد العراق، وما يسمى بالغبيبا، وهي عبارة عن تمارين لغوية في آخر الكتاب، وكانت الدراسة في الصباح الباكر وتنتهي عند صلاة الظهر، وقد اقتصرت على علوم الدين الضرورية للمسلم لأداء واجباته، وكانت أدوات التعليم كالآتي:
1- يجمع الفحم ثم يطحن ويوضع في قدر كبيرة ويوضع معه الماء والصمغ.
2- الأقلام وكانت من جريد النخل وأعواد الشجر الناعمة.
3- ألواح الكتابة وكانت من الخشب وتنظف بالماء لمعاودة الكتابة عليها مرة أخرى.
4- الفلقة وكانوا يسمونها الجحيشة، وهي أداة لتأديب الطلاب.
أما طريقة التعليم فكانت على مراحل:
المرحلة الأولى:
تتم بتعليم الطلاب حروف الهجاء، وكيف ينطقونها بحركاتها وسكناتها وبطريقة تجعل الطالب يفهم الحروف بأسرع وقت ممكن، فمثلاً لتأكيد مواضع كان الطلبة يحفظون ويرددون الحروف كما يلي: ألف لا شيء له، باء نقطة من تحت، تاء نقطتين من فوق، ثاء ثلاث نقط من فوق وهكذا.
المرحلة الثانية:
وهي عملية تجميع الحروف ونطقها.
المرحلة الثالثة:
الإعراب ثم الشد ثم التنوين، ثم يبدأ المعلم في تلقينهم القرآن الكريم وحفظه وهكذا، وأستمرت تلك الدراسة ثمانية أشهر فقط ثم هجرها الطلاب نظراً لانشغال الناس في ذلك الوقت بكسب لقمة العيش ولعدم تقديرهم لفائدة العلم آنذاك، ومن طلاب مدرسة القرعاوي في أعلى وادي جاش الذين كانوا كثر في بداية الدراسة، ولكن العدد تناقص بعد ذلك:
1- فراج بن شافي بن جلعد.
2- محمد بن فلاح بن حباب (رحمه الله).
3- عائض بن حسن بن محسن (رحمه الله).
4- مفلح بن محمد بن فرج (ابن حمدان)-رحمه الله -ت 1408هـ.
5- عيد بن شبيب بن حيبان (رحمه الله)- ت 1421هـ.
6- محمد بن شبيب بن حيبان.
7- شجاع بن سعد أبو قلوب.
8- محمد بن سعد أبو قلوب (رحمه الله)- 1431هـ.
9- فلاح بن محمد بن محسن.
10- محمد بن فالح بن فالح.
11- فلاح بن فالح بن فالح.
ومن كبار السن:
1- حسن بن محسن بن شارع (رحمه الله).
2- عيد بن محسن بن شارع.
3- تميم بن سالم بن محمد (رحمه الله).

المصدر (فراج بن شافي الملحم - قلم في موكب التاريخ - دراسة توثيقية) للمؤلف محمد بن أحمد معبر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"1" عبد الله بن محمد القرعاوي من أهالي عنيزة ولد عام 1315هـ تعلم في بلدته وسافر لبعض مدن المملكة لأجل طلب العلم ثم سافر إلى الهند وتعلم على بعض علمائها، ثم عاد ولازم الشيخ محمد بن إبراهيم، بعدها قابل الملك عبد العزيز بتوجيه من شيخه لكي يبين له عزمه على نشر الدعوة في جنوب المملكة فوافق له الملك عندها سافر عام 1358هـ واستوطن صامطة وافتتح مدرسة بدكان له بها، وبدأ بتعليم القرآن والأصول الثلاثة والأربعين النووية وآداب المشي إلى الصلاةثم افتتح مكتبة بسامطة تابعة للمدرسة اشتملت على عديد من أمهات الكتب وذلك عام 1359هـ، وفي عام 1375هـ صدر للشيخ أمر سامي بفتح مدارس أكثر تشمل عسير وما يتبعها من قرى، ونجران وما يتبعها، ومنطقة بيشة والعرضيتان الشمالية والجنوبية، وبلقرن، وغامد، والقنفذة، والليث، والبرك،وحلي، وبادية الطائف، وكان يتلقى مساعدات سخية من جلالة الملك للصرف على تلك المدارس واستمر على ذلك حتى تقدمت به السن فَضُمّ ما بقي مستمراً من تلك المدارس إلى وزارة المعارف وذلك عام 1379هـ وبهذا انتهت حركة الشيخ الإصلاحية في الجنوب وتوابعه على المستوى الرسمي ولكن بقيت ثمارها في طلاب علم ساعدوا في نشره في أشكال وأنماط حديثة ومتعددة فجزى الله القرعاوي خير الجزاء والثواب.(انظر تاريخ التعليم في منطقة عسير 1354-1386هـ، د. غيثان جريس: ص 162-169).
"2" الشيخ سعد بن محمد أبو قلوب كان حافظاً للقرآن الكريم وقد مارس تعليمه في عمان وأبو ظبي والأحساء وعمل مدرساً في مدرسة القرعاوي بجاش وكان إماماً وخطيباً لمسجد الحرف والمستوية أكثر من أربعين سنة، وقد انتقل إلى رحمة الله عام 1415هـ بعد أن طعن في السن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق